هل الأمراض النفسية وراثية؟

 

الأمراض النفسية

انتشرت الأمراض النفسية مؤخراً وزادت بشكل ملحوظ نتيجة لتسارع نمط الحياة وزيادة الضغوط؛ سواء الضغوط المجبور عليها الإنسان بلا تدخل منه أو التي فرضها على نفسه لتحقيق حلم ما أو الوصول إلى مستوى معيشي معين وما إلى ذلك، ولكن برغم تعرض الكثير من الأشخاص إلى نفس الضغوط فإن استجابتهم لها مختلفة، ولا يعني التعرض لمجموعة من الظروف المشابهة أو المتماثلة حتى في بعض الأحيان صدور نفس رد الفعل النفسي بالضرورة؛ فما السبب وراء ذلك؟

في الحقيقة مازال السبب المؤكد غير معروف إلا أن التفسير العلمي الذي ساقه علماء النفس هو وجود استعداد جيني لدى بعض الناس دون غيرهم لحدوث مرض نفسي عند التعرض لظروف معينة وضغوطات معينة.

ساق هذا التفسير تساؤلاً آخر لدى علماء النفس؛ ألا وهو هل الامراض النفسية وراثية؟

 

هل المرض النفسي وراثي؟

وجد علماء النفس عند تتبعهم الأمراض النفسية وتاريخها؛ زيادة حدوث أمراض معينة في بعض العائلات مما أكد فكرة أن الامراض النفسية وراثية؛ ولكنها تحدث بنسبة طفيفة، مما يعني أنه كون الشخص فردا من عائلة ينتشر بها مرض نفسي معين تزيد خطورة احتمالية إصابته بهذا المرض عند التعرض لظروف معينة؛ ولكن تظل احتمالات عدم حدوثه أكبر، لتداخل العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الأمراض النفسية والتي يصعب أن تحدث مجتمعة لكل شخص بنفس الطريقة، أبرز هذه الأسباب:

  • الصدمات الشديدة، مثل التعرض لحادث كبير أو اعتداء جنسي، أو استغلال عاطفي.
  • الإيذاء الشعوري، مثل حدوث تنمر مستمر في البيئة المدرسية أو في محيط الأسرة.
  • الإدمان، وسوء تعاطي العقاقير الطبية بشكل عام وبدون إشراف طبي.
  • العوامل الجينية التي تحدد طبيعة رد فعل الأشخاص تجاه المواقف المختلفة ومدى خطر حدوث مرض نفسي ومدى الاستجابة للعلاج أو التعامل مع المرض في حالة حدوثه. 

كل ما سبق يؤكد أن العوامل الجينية و الوراثة  تزيد نسبة الخطورة ولكنها لاتعني مطلقاً حتمية الإصابة.

وكمثال للتوضيح: إذا كان شخص يعاني والده من مرض انفصام الشخصية فإن احتمالية إصابته بنفس المرض 13%، وإذا كان كلا الوالدين يعانيان نفس المرض فإن احتمالية إصابته 45 %، ولكن تظل احتمالية عدم إصابته بالمرض 87 % في الحالة الأولى، و55 % في الحالة الثانية، كما أن الأمراض النفسية المرتبطة بالوراثة محددة ومعروفة إلى حد كبير؛ وأبرزها الاكتئاب وانفصام الشخصية والاضطراب ثنائي القطب؛ بينما أغلب الأمراض النفسية الأخرى لا ترتبط مطلقا ًبعامل الوراثة.

إذاً هل يوجد داعٍ للاهتمام بدراسة تاريخ الأمراض النفسية في العائلة؟

قولاً واحداً نعم؛ لأن دراسة التاريخ المرضي في العائلة ومعرفة هل المرض النفسي وراثي في هذه العائلة أم لا قد يقي أفراد العائلة من الوقوع في براثنه؛ أو على الأقل ينقذ الكثيرين من معاناة المرض النفسي ويخفف من حدته.

كيف تحمي نفسك أو أفراد عائلتك من المرض النفسي إذا كان وراثياً في العائلة؟

  • إدراك طبيعة المرض وكون احتماله وراثياً في العائلة يفيد في فهم المرض وكيفية التعامل معه إن حدث حتى لا تتفاقم الحالة سوءاً أو حتى لحماية أفراد العائلة منه بتتبع إرشادات معينة يقررها علماء الجينات والطبيب النفسي، مثل ضرورة عدم تزاوج الأفراد من نفس العائلة لتفادي زيادة احتمالية إصابة الأبناء بنفس المرض.
  • ممارسة الرياضة بانتظام يحسن الحالة المزاجية ويخفف حدة التوتر والضغوط مما يساعد على تقليل أسباب نشأة المرض النفسي.
  • مشاركة مشاكلك ومشاعرك مع أشخاص عقلاء تثق فيهم، يدعمك ويساعدك على التفكير بشكل متزن، مما يزيد من إيجابية مشاعرك وتمتعك بالتفاؤل.
  • ابتعد عن الضغوط النفسية والبدنية قدر الإمكان، كما يمكنك تعلم تقنيات معينة من الطبيب النفسي تساعدك على مواجهة الضغوط التي لا تستطيع تفاديها.
  • تناول غذاء صحي متوازن ولا تستهين بتأثير الغذاء في المرض النفسي، لأن نقص عناصر غذائية معينة أو زيادتها في الغذاء عن الحد المطلوب قد يؤثر على الناقلات العصبية ومستوى الهرمونات ومستوى النشاط في المخ مما يؤثر تأثيراً مباشراً على الحالة النفسية، فمثلاً يرتبط النقص الشديد في فيتامين ب باحتمالية حدوث اكتئاب والتهاب في الأعصاب.
  • لا تتعاطى أي أدوية إلا باستشارة الطبيب أو الصيدلي، مخبراً إياهم بتاريخ الأمراض النفسية في العائلة إن وُجدت؛ لأن كثيراً من الأدوية تؤثر على الحالة النفسية وقد تؤدي إلى ظهور أعراض مرضية في الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني لذلك؛ كما يجب الحذر الشديد من تعاطي مواد تؤثر على الحالة العقلية مثل شرب الكحوليات والأدوية المنشطة للمخ لأن خطرها في حالة المرض النفسي الوراثي مضاعف عن الأشخاص العاديين.
  • نل قسطاً كافٍ من النوم المنتظم لأنه يقلل التوتر ويثبت الحالة المزاجية ويساعد على التخلص من الضغوط ويرفع مناعة الجسم.

عائلة آدكونسيل ترحب بكم

مركز آدكونسيل لعلاج الإدمان والصحة النفسية في مايفير بوسط لندن – المملكة المتحدة يفتح أبوابه لعملائه في الشرق الأوسط لتقديم كل الدعم في إعادة التأهيل النفسي على أيدى أطباء نفسيين متخصصين ذوي كفاءات وخبرات متميزة   وفي أماكن مجهزة على أعلى مستوى من الرفاهية، ومساعدين ومقدمي خدمة مدربين ومؤهلين لجعل إقامتك ورحلة علاجك مريحة ومرفهة، متمنين لكم السلامة ودوام الصحة. 

نحن هنا لمساعدتك

اقرأ المزيد من مقالات آدكونسيل

اضطراب الأكل القهري
اضطرابات التغذية
Addcounsel

اضطراب الأكل القهري.. أسبابه وكيفية علاجه

هل شعرت في يومًا ما بالضيق أو القلق، واتجهت فجأة لتناول الطعام رغم عدم شعورك بالجوع؟ هل تتناول الطعام بنهم وسرعة وكميات كبيرة دون الشعور بالجوع؟هل تشعر بالضيق والتعاسة بسبب الإفراط في تناول الطعام؟ هل تلوم نفسك بسبب شكل جسمك ووزنك بسبب عدم قدرتك على التوقف عن تناول الطعام؟

اقرأ المزيد
الاكتئاب أثناء أزمة كورونا
Arabic
Addcounsel

كيفية التعامل مع الاكتئاب أثناء أزمة كورونا!

منذ أكثر من عام ظهر كائن حي يهدد العالم أجمع ويحصد أرواح الجميع كبارًا وصغارًا، شبابًا وشيوخًا، هذا الكائن المميت هو فيروس كورونا الذي أودى بحياة الكثيرين من أصدقائنا وأقاربنا وأخواتنا؛ مما أدى إلى إصابة الجميع بالهلع والخوف، بل والاكتئاب.

اقرأ المزيد
أعراض مرض الزهايمر
Arabic
Addcounsel

أعراض الزهايمر وأسباب الإصابة به وطرق العلاج

يتردد على مسامع الكثير منا اسم مرض الزهايمر، ويعتبره بعضنا هو الاسم البديل لحالات النسيان التي قد نمر بها خلال الأحداث اليومية، ولكن هل تعلم حقًا ما هو مرض أو أسباب مرض الزهايمر؟ هل تعرف أنه مأساة حقيقية ليس للمصاب به فقط ولكن أيضًا لمن هم مطالبون برعايته؟ اسمح لنا أن نزيد من معرفتك حول هذا المرض،

اقرأ المزيد